إنِّي رأيتُ منَ الشعرِ الجميلِ جَفا
فطُفْتُ بالسيرةِ الغراءِ مُغْتَرِفا

عرَفتُ شعرًا عظيمًا لم يَقلْهُ فمٌ
بعضُ القصائدِ لا شخْصٌ بها هتَفا

بعضُ القصائِدِ شعرٌ قالَه عمَلٌ
ورحْمةٌ وجمالٌ وابتسامُ صَفا

فقلْتُ يا سيِّدي عذْرًا لمادِحِكمْ
إنْ جاءَكُمْ واصِفًا حُسْنًا وما وصَفا

المالكونَ لهمْ إن يُمدَحوا شرفٌ
لكنَّ مادحَكم قدْ أُحرِزَ الشَّرَفا

يحطُّ شوقًا حَمامي نحو حبِّكم
لكيْ يخفِّفَ عنهُ جرحَ من سلَفا

أنتَ الطبيبُ فداوِ المُشبَعينَ هوًى
بنظرةٍ تحضنُ التَّحنانَ والشَّغفا

من لحْظةِ الموْلدِ الأُولى قدِ ابتسَمَتْ
كلُّ النجومِ وكونُ الغَفْلةِ ارتَجَفا

قد جاءَ أحمدُ والدُّنيا امتدادُ دجًى
وكلُّ قبحٍ على وجهِ الجميلِ طَفا

تزيَّنَ المسكُ إذ يجري على فمِهِ
حتَّى قَضى اللهُ للتَّاريخِ فانعطَفا

إذ يَعبُدُ اللهَ في غارٍ فيُؤْنِسُهُ
ولم يكنْ لأمينِ الوحْيِ قدْ عَرفا

لذا قضى اللهُ للمُختارِ مغفرةً
في سورةِ الفتحِ والمختارُ ما اقترَفا

أسرَّ حقًّا وقدْ أبدَوا بواطِلَهُمْ
وعذَّبوهُ بأنْ أهدى لهمْ غُرَفا

حلمُ الحبيبِ تعدَّى المسلمينَ كما
تفرَّعَ الحلمُ حتّى لامسَ النُّطَفا

لقدْ أرادَ بِما عاناهُ عزَّتَنا
لنفْسِهِ ما ابتَغى عزًّا ولا ترَفا

بستانُهُ جامعٌ كلَّ الزُّهورِ فكُنْ
من كلِّ زهرٍ بهِ یا صاحِ مُقتطِفَا

و"زمِّلوني "إذِ المُختارُ مُرتجِفٌ
وكان قبلُ بثوبِ الحقِّ مُلتحِفا

أو حينَ صوتُ الحصى قد شاعَ في يدهِ
والضّرعُ أثبتَ ما قد كانَ قبلُ نفى

تضاعفَ الماءُ في كفَّيهِ من عظَمٍ
وباركَ الماءُ مَن للماءِ قد رَشَفا

وكانَ أكثرَ إعجازًا ومُعجزةً
ولم تكنْ معجزاتُ المُجتَبی سرَفا

يمشي له شجرٌ، يشكو له جمَلٌ
يحبُّهُ جبَلٌ، والجذعُ فاحَ وفا

ويومَ قالَ أبو جهلٍ سأقْتُلُهُ
ولو تمادى لوافى النَّارَ إذْ خُطِفا

الله قال لهُ: "واصبرْ" "بأعينِنَا"
والشّاةُ قالتْ: أنا "مسمومةٌ" سلَفا

"عطاءُ من لا يخافُ الفقرَ يبذلُهُ"
تعكُّرُ الجوِّ مِن بذلِ الحبيبِ صَفا

منهاجُهُ العدلُ لو لاقى العدوَّ لَهُ
وعدلُهُ برمادِ الظلمِ قد عصَفا

وفي الحروبِ يد الرحمنِ تنصرُهُ
لو كانَ خصمٌ لهُ للحرْبِ مُحترِفا

الحقُّ ملتزمٌ دربًا أقامَ لهُ
لولا الحبيبُ طريقُ الحقِّ ما رُصِفا

لو موتُ أحمدَ يدري كم نكابدُهُ
لكانَ قبلَ جدارِ المُصطفى وقفَا

لو كانَ حبِّي حروفًا في صحافِ ضِيًا
لكانَ يُعجزُني أنْ أُحصيَ الصُّحفَا

أو كانَ لي مددًا ماءُ الفراتِ لكيْ
يستكملَ المدحَ ما وفَّاهُ وانصرَفا

همام صادق عثمان‏
إنِّي رأيتُ منَ الشعرِ الجميلِ جَفا فطُفْتُ بالسيرةِ الغراءِ مُغْتَرِفا عرَفتُ شعرًا عظيمًا لم يَقلْهُ فمٌ بعضُ القصائدِ لا شخْصٌ بها هتَفا بعضُ القصائِدِ شعرٌ قالَه عمَلٌ ورحْمةٌ وجمالٌ وابتسامُ صَفا فقلْتُ يا سيِّدي عذْرًا لمادِحِكمْ إنْ جاءَكُمْ واصِفًا حُسْنًا وما وصَفا المالكونَ لهمْ إن يُمدَحوا شرفٌ لكنَّ مادحَكم قدْ أُحرِزَ الشَّرَفا يحطُّ شوقًا حَمامي نحو حبِّكم لكيْ يخفِّفَ عنهُ جرحَ من سلَفا أنتَ الطبيبُ فداوِ المُشبَعينَ هوًى بنظرةٍ تحضنُ التَّحنانَ والشَّغفا من لحْظةِ الموْلدِ الأُولى قدِ ابتسَمَتْ كلُّ النجومِ وكونُ الغَفْلةِ ارتَجَفا قد جاءَ أحمدُ والدُّنيا امتدادُ دجًى وكلُّ قبحٍ على وجهِ الجميلِ طَفا تزيَّنَ المسكُ إذ يجري على فمِهِ حتَّى قَضى اللهُ للتَّاريخِ فانعطَفا إذ يَعبُدُ اللهَ في غارٍ فيُؤْنِسُهُ ولم يكنْ لأمينِ الوحْيِ قدْ عَرفا لذا قضى اللهُ للمُختارِ مغفرةً في سورةِ الفتحِ والمختارُ ما اقترَفا أسرَّ حقًّا وقدْ أبدَوا بواطِلَهُمْ وعذَّبوهُ بأنْ أهدى لهمْ غُرَفا حلمُ الحبيبِ تعدَّى المسلمينَ كما تفرَّعَ الحلمُ حتّى لامسَ النُّطَفا لقدْ أرادَ بِما عاناهُ عزَّتَنا لنفْسِهِ ما ابتَغى عزًّا ولا ترَفا بستانُهُ جامعٌ كلَّ الزُّهورِ فكُنْ من كلِّ زهرٍ بهِ یا صاحِ مُقتطِفَا و"زمِّلوني "إذِ المُختارُ مُرتجِفٌ وكان قبلُ بثوبِ الحقِّ مُلتحِفا أو حينَ صوتُ الحصى قد شاعَ في يدهِ والضّرعُ أثبتَ ما قد كانَ قبلُ نفى تضاعفَ الماءُ في كفَّيهِ من عظَمٍ وباركَ الماءُ مَن للماءِ قد رَشَفا وكانَ أكثرَ إعجازًا ومُعجزةً ولم تكنْ معجزاتُ المُجتَبی سرَفا يمشي له شجرٌ، يشكو له جمَلٌ يحبُّهُ جبَلٌ، والجذعُ فاحَ وفا ويومَ قالَ أبو جهلٍ سأقْتُلُهُ ولو تمادى لوافى النَّارَ إذْ خُطِفا الله قال لهُ: "واصبرْ" "بأعينِنَا" والشّاةُ قالتْ: أنا "مسمومةٌ" سلَفا "عطاءُ من لا يخافُ الفقرَ يبذلُهُ" تعكُّرُ الجوِّ مِن بذلِ الحبيبِ صَفا منهاجُهُ العدلُ لو لاقى العدوَّ لَهُ وعدلُهُ برمادِ الظلمِ قد عصَفا وفي الحروبِ يد الرحمنِ تنصرُهُ لو كانَ خصمٌ لهُ للحرْبِ مُحترِفا الحقُّ ملتزمٌ دربًا أقامَ لهُ لولا الحبيبُ طريقُ الحقِّ ما رُصِفا لو موتُ أحمدَ يدري كم نكابدُهُ لكانَ قبلَ جدارِ المُصطفى وقفَا لو كانَ حبِّي حروفًا في صحافِ ضِيًا لكانَ يُعجزُني أنْ أُحصيَ الصُّحفَا أو كانَ لي مددًا ماءُ الفراتِ لكيْ يستكملَ المدحَ ما وفَّاهُ وانصرَفا همام صادق عثمان‏
Love
1
0 Comments 0 Shares 783 Views